الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global
warming) ازدياد
درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، الميثان،
وبعض الغازات الأخرى في الجو. هذه الغازات تعرف بغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة
جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تعرف باسم الاحتباس الحراري. ولوحظت الزيادة في
متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت
درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 0.74 ± 0.18 °م (1.33 ± 0.32 فهرنهايت) خلال القرن
الماضي. وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية
إلى أن غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجة
الحرارة الملاحظة منذ منتصف القرن العشرين، في حين أن الظواهر الطبيعية، مثل الضياء
الشمسي والبراكين، لها تأثير احترار صغير منذ عصور قبل الصناعة حتى عام 1950 وتأثير
تبريد صغير بعد ذلك. درجة الحرارة اليوم هي تقريباً ضعف الدرجة قبل 200 عاماً. أسباب
حدوث الاحترار العالمي مختلفة، يقول بعض العلماء أن التلوث هو السبب الرئيسي، بينما
يقول البعض الآخر أنه تغير في الطبيعة. وتوجد عدة نظريات تفسر هذه الزيادة. يتوقع بأن
تزداد درجة حرارة سطح العالم بمقدار 1.4° إلى 5.8° سيليزية من عام 1990 حتى 2100، ومعدل
درجة سطح العالم الآن هو 0.6° سيليزية أيدت هذه الاستنتاجات الأساسية أكثر من 40 في الجمعيات العلمية وأكاديميات
العلوم، بما في ذلك جميع الأكاديميات الوطنية للعلوم في الدول الصناعية الكبرى.
الاحتباس الحراري
هنالك إجماع علمي على أن الزيادة في نسبة غازات الدفيئة في الهواء
الجوي يعود إلى النشاط البشري الذي يعد المسبب الأكبر للاحترار المقاس منذ بداية الثورة
الصناعية، وعلى أن الاحترار الملاحظ لا يمكن عزوه بشكل مقنع وملائم إلى مجرد أسباب
طبيعية [19]. تعد فترة الخمسين سنة الماضية هي الفترة التي تم فيها الانتباه والتركيز
على هذه الظاهرة، حيث بدأت القياسات الفعلية والمتكاملة لتحديد الازدياد في درجة حرارة
الأرض، وإن كان موضوع الاحترار العالمي قد بدأ الاهتمام فيه قبل ذلك.
اكتشف الاحتباس الحراري من قبل جون فورييه
عام 1824، إلا أن سفانت أرينيوس هو أول من قام بتحديد هذه الظاهرة كمياً عام 1896.
يمكن تعريف الاحتباس الحراري باختصار بأنه الظاهرة التي يؤدي فيها امتصاص وإصدار الأشعة
تحت الحمراء إلى تسخين سطح الأرض نتيجة ازدياد تركيز الغازات الدفيئة في الهواء الجوي.
الازدياد الأخير في نسبة غاز ثنائي أكسيد
الكربون في الجو (CO2). القياسات CO2 الشهرية تظهر بعض التأرجح الموسمي وذلك
على مدى العام بكامله، حيث يصل التركيز إلى القمة في نصف الكرة الأرضية الشمالي في
آخر فصل الربيع، من ثم يتناقص أثناء موسم نمو النباتات. إلا أن التوجه العام ككل في
السنوات الأخيرة يشير إلى ازدياد مطرد.
إن الغازات الدفيئة الطبيعية (أي غير الناتجة
من الأثر البشري) لها أثر احترار متوسط مقداره حوالي 33°س، والذي بدونه تصبح الحياة
على الأرض غير ممكنة
غازات الدفيئة الرئيسية هي بخار الماء،
والذي يسبب 36 إلى 70% من الاحتباس الحراري (بدون احتساب الغيوم)، وغاز ثنائي أكسيد
الكربون (CO2)، والذي يسبب 9 -
26%، والميثان (CH4)، المسبب من 4 إلى
9% من الاحتباس الحراري، والأوزون والذي يسبب 3 - 7%
أدى النشاط البشري إلى منذ الثورة الصناعية
إلى ازدياد نسبة طرح غازات الدفيئة في الهواء الجوي، خاصة غازات ثنائي أكسيد الكربون
والميثان بالإضافة إلى الأوزون في طبقة التروبوسفير ومركبات كلوروفلورو الكربون وأكسيد
النيتروس. إن تركيزا كل من CO2 و CH4 في الهواء الجوي قد ازداد بنسبة 36% و148%
على الترتيب منذ أواسط القرن الثامن عشر. تعد هذه المستويات أعلى من أي قيمة تم تسجيلها
أو تحديدها في 650,000 سنة الماضية بناء على البيانات المستحصلة من عينات جليدية. في
حين أن بعض الأدلة الجيولوجية غير المباشرة تشير إلى أن قيم CO2 لم تبلغ مثل ها المستوى الراهن إلا قبل
حوالي 20 مليون سنة. إن حوالي 75% من نسبة الازدياد في غاز ثنائي اكسيد الكربون تعود
إلى حرق الوقود الأحفوري خلال العشرين سنة الماضية، في حين أن الباقي يعود أغلبه إلى
الاستهلاك البشري للموارد الطبيعية مثل إزالة الغابات
لا تزال العوامل المسببة للاحتباس الحراري
موجودة في الوقت الراهن، كما أنها تتزايد باستمرار. لا يمكن الحد من هذه الظاهرة وضبط
نسبة الازدياد المستقبلية إلا بحدوث تغيرات اجتماعية وتقنية وطبيعية. أعطى تقرير خاص
من قبل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تصورات مختلفة حول تغير معدل الإصدارات والانبعاثات
الغازية في المستقبل مشيراً إلى أن نسبة غاز CO2 ستزداد من 541 إلى 970 ppm (جزء من المليون) عام 2100 ،خاصة أن احتياطي الوقود الأحفوري سيكون كافياً
في الفترة القادمة للوصول إلى مثل هذه المستويات، وذلك في حال تسخير واستغلال كل من
الفحم النفط الرملي وهيدرات الميثان بشكل كبير.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء