الأرقم بن أبي الأرقم
الأرقم بن أبي الأرقم صحابي من السابقين إلى الإسلام، اتخذ النبي محمد
من دار الأرقم مقرًا للدعوة بداية الدعوة إلى الإسلام. وقد هاجر الأرقم إلى يثرب، وشارك
مع النبي محمد في غزواته كلها. توفي الأرقم بالمدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي
سفيان، وقد جاوز عمره الثمانين.
كان الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم من الأولين السابقين إلى الإسلام،
فقد كان إسلامه قديماً، وهو الذي استخفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في داره والمسلمون
معه، فكانت داره أول دار للدعوة إلى الإسلام.
ويقول الدكتور محمد متولي منصور - الأستاذ بجامعة الأزهر - هو عبد مناف
بن أسد بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم وكنيته أبو عبدالله، وروى الحاكم في ترجمته في
المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وقيل بل عاشر من أسلم بمكة، وكان - رضي الله عنه - في
السادسة عشرة من عمره يوم أسلم.
وذكرت كتب التراجم أن إسلامه كان على يد أبي بكر الصديق، فعن عائشة -
رضي الله عنها - قالت: خرج أبو بكر يريد رسول الله، وكان له صديقاً في الجاهلية، فلقيه
فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها، فقال رسول
الله: إني رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الأخشبين أحد
أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله
والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فأسلموا، ثم جاء الغد عثمان بن مظعون وأبا عبيدة
بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا
- رضي الله عنهم.
مركز الدعوة
عندما بدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - نشر الإسلام اختار الدار التي
يمتلكها الأرقم على جبل الصفا لقربها من الكعبة لتكون مركزاً للدعوة ويجتمع فيها بالمسلمين
سراً ليعلمهم القرآن الكريم وشرائع الإسلام خوفاً من بطش الكفار بالعصبة القليلة المؤمنة
من الرجال الذين أسلموا بالخفاء، إذ كانت بعيدة عن أعين المشركين وتفكيرهم، وهي بمعزل
عن المتربصين بالمسلمين في مكة، وبقى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مدة ثلاث سنوات
يدعو الناس إلى الإسلام بشكل سري في دار الأرقم، وحين ازداد اضطهاد المشركين للنبي
- عليه الصلاة والسلام - وأصحابه، أخذوا يختفون فيها ويقيمون صلاتهم ومحادثاتهم السرية،
ويتعلمون القرآن ويتلقون عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل جديد من الوحي ويتدارسه
معهم ويأمرهم باستظهاره وفهمه، وفى هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين حتى
بلغوا أربعين فردا، فخرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.
.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء