حياة أهل البادية
تختلف الطقوس
من بلد لآخر، فلكل مجتمع عادات وتقاليد يعتز ويفتخر بها. وتعتبر العادات والتقاليد
التي رسخها المجتمع في الفرد قابلة للتغيير والتبديل، مع تغير الزمان والمكان.
ولكن حتى يومنا هذا نجد العادات عند أهل البادية لم تتغير، وما يزالون يتمسكون
بتطبيق عاداتهم وتقاليدهم بحذافيرها رغم تقدم المجتمعات.
الأصول
البدوية
وترجع أصول
البداوة إلى شبه الجزيرة العربية واليمن، ويرجع أصلهم الأخير إلى قبيلة بني هلال،
وهناك قبائل تنتمي إلى البادية ولكنهم ليسوا منها، يسميها البدو "الشجر
المشلخ"؛ لعدم تواصل نسبهم أو أصولهم مع قبائل البادية، ومنهم
"الملالحة"،الذين لجأوا إلى البدو، ولكنهم لا يعرفون أصولهم، فاستقبلوهم
وضموهم إليهم.
وتتكون
البادية من 73 قبيلة، تتفرع منها العشائر، وتمتد إلى بطون"الأخوال"، كل
بطن منها يتفرع إلى أفخاذ "الأقارب"، ويليه الدم والذي يعني النسب.
عادات البدو
وتختلف عادات
أهل البادية عن عادات وتقاليد أهل المدينة، رغم أنهم يتشابهون معهم في بعضها، ولكن
تبقى لهم عادات وتقاليد خاصة بهم تميزهم عن غيرهم، يتمسكون بها بشدة، وبثباتها رغم
تطور المجتمعات والأزمان.
يشير وليد
الخرطي، 32 عاما، الذي يقطن في منطقة المغراقة شرق قطاع غزة، إلى أن البدو شديدو
التمسك بعاداتهم وتقاليدهم، وعلى رأسها الأخذ بالثأر، ورقص "الدحية" في
المناسبات والاحتفالات. ويقول: "يتميز البدو بخصال الكرم والأمان والعناد والأصالة
والحفاظ على الأثريات القديمة". ويتابع: "وعادات البدو المعروفة إكرام
الضيف منذ جلوسه بتقديم القهوة له".
الزواج عند البدو
ومن طقوس
البدو عند الزواج "بدوة" تزويج الفتاة من أقاربها، خاصة زواجها بابن
عمها، ولو رفضت يمكن أن يمنعها ذلك من الزواج طيلة حياتها، أو إعلان خطبتها أمام
الجميع على ابن عمها كي لا يتمكن أحد من أن يتقدم لخطبتها احتراما له. ولا تزال
هذه العادة دارجة عند بعض القبائل.
الخطبة
وللخطبة
حكاية أخرى، حيث تبدأ قصة الزواج عندهم وفق القاعدة الشرعية التي تتمثل في الإيجاب
والقبول. بيد أن وفدا سريا يقوم بطلب الفتاة من أهلها، فإذا تمت الموافقة، يتقدم
جماعة العريس الكبيرة وجه عشائري محترم،وبعد شرب القهوة يقول لأهل الفتاة جيناكم
طالبين يد فلانة ومن عندك إن شاء الله ما نكون خايبين". فيرد ولي
الفتاة:"حياكم الله القمر قدامكم والظلمة جفاكم". وهذا كله يدل على
القبول، ثم يتم تحديد المهر الذي غالبا ما يكون عبارة عن حلي ذهبية، ومجموعة من
الإبل والأغنام، يتلو الحضور سورة الفاتحة على نية التوفيق، ويذبح أهل الخاطب
الذبيحة. وتعتبر موافقة العروس عند البدو حالة خاصة إذا كانت بكرا، ولا يتم الأخذ
برأيها، ولكن لو كانت مطلقة أو أرملة فلا بد من أخذ رأيها.
الزواج
من أهم ما
يميز البدو فى تمسكهم بالعادات والتقاليد ممارسة طقوس احتفالاتهم القديمة وفنونهم
الغنائية والموسيقية، وآلاتهم من اليرغول والسمسمية ورقصة الدحية. ومن أهم طقوس
الاحتفال بالزواج تقديم ولائم الطعام وذبح الخراف، حيث تبدأ الطقوس بزفة العريس،
تليها المربوعة، ومن ثم الدبكة فالدحية، وأخيرا زفة العروس.
ويعتبر الصيف
أو القيظ أكثر الفصول إقامة للزواج، على أن يبدأ الفرح ليلة الخميس، ويستمر سبعة
أيام بلياليها. وعلى عكس ما هو متداول، لا يوجد اختلاط فى حفلات الزواج؛ فالنساء
يحتفلن بعيدا عن الرجال.
وينتهى
الاحتفال بليلة الدخلة، حيث يقوم الأقارب أعيرة النارية تؤذن بمغادرة العريس إلى
عش الزوجية حيث تنتظره عروسه هناك، ويدعون له بالتوفيق.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء