المساواة بين الرجال و النساء في الحقوق و الواجبات
إنّ العالم الإنسانيّ أشبه بطير له
جناحان أحدهما الرّجال والآخر النّساء، وما لم يكن الجناحان قويين تؤيدهما قوّة
واحدة فإنّ هذا الطّير لا يمكن أنْ يطير نحو السّماء. ولكن عندما ننظر إلى عالم
الإنسان فإنّنا نرى تفاوتًا، فنعجب لهذا التّفاوت، أهو خلقيّ أم بسبب التّربية،
ونتساءل: هل جنس الذّكور ممتاز عن جنس الإناث و قد خلقهما الله دون تفاوت؟ ولماذا
وُجد هذا التّفاوت؟ لا ريب أنّه ناتج عن التّربية.
إنّ الله لا يفرّق بين الرّجل والمرأة. بل إنّ أقربهما إليه من
كان قلبه أشدّ استنارة ومن كان إيمانه به أعظم.
في العالم
الإلهيّ ليس هناك ذكور وإناث
" إنّ الله خلقنا جميعًا على حدّ سواء فأعلن حضرة بهاء الله
المساواة بين الرّجال والنّساء وأنّ الرّجل والمرأة كليهما عبيد لله وجميعهم بشر
متساوون في الحقوق وليس عند الله رجل أو امرأة وكلّ شخص تكون أعماله أحسن وإيمانه
أحسن يكون أكثر تقرّبًا من العتبة الإلهيّة. وفي العالم الإلهيّ ليس هناك ذكور
وإناث وليس في عالم الملكوت ذكور وإناث والجميع واحد ولهذا فالرّجال والنّساء يجب
أن يتّحدوا ويتساووا" . (خطب عبد البهاء في أوروبا و أمريكا صفحة 368 )
تربية
البنات وتعليمهن أهم من تربية الأبناء وتعليمهم
لم يكتف حضرة عبد البهاء في ألواحه
بتوجيه النّظر إلى مسئولية الأبوين تجاه تربية أولادهما فحسب، بل حدّد بكل وضوح
أنّ: "تربية البنات وتعليمهن أهم من تربية الأبناء وتعليمهم، لأن البنات
سيصبحن يومًا ما أمّهات، والأمّهات هنّ المربيات الأوليات للأطفال." وذلك إن
استحال على عائلة تعليم كلّ أطفالها، يلزم تفضيل البنات لأنّ بفضل أمّهات متعلّمات
تتحقق فوائد المعرفة في المجتمع بسرعة ونجاح.
وحدة
التّربية لازمة من أجل اتّحاد العالم الإنسانيّ
" كذلك دعا حضرة بهاء الله لوحدة التّربية وأعلن أنّها لازمة من
أجل اتّحاد العالم الإنسانيّ كي ينال جميع البشر رجالاً ونساء وبنات وأولادًا
تربية واحدة. وحينما تصبح التّربية على نمط واحد في جميع المدارس يحصل بين البشر
ارتباط تام، وعندما ينال جميع الجنس البشريّ نوعًا واحدًا من التّعليم تتمّ وحدة
الرّجال والنّساء وينهدم بنيان الحروب ولا يمكن أن تنتهي الحروب إلاّ بعد تحقّق
هذه المسائل ذلك لأنّ اختلاف التّربية يورث الحروب بينما المساواة في الحقوق بين
الذّكور والإناث تمنع الحروب. فالنّساء لا يرضين بالحروب. فهؤلاء
الشّبّان أعزّاء جدًّا عند أمّهاتهم ولا ترضى الأمّهات أبدًا بإرسال أبنائهنّ إلى
ميدان القتال لتسفك دماؤهم، فالشّابّ الّذي أمضت أمّه عشرين سنة في تربيته بمنتهى
المشقّة والصّعوبة هل ترضى أمّه أن يقطع إربًا إربًا في ميدان الحرب؟ ومهما حاولوا
أن يدخلوا في عقولهنّ الأوهام باسم محبّة الوطن والوحدة السّياسيّة ووحدة الجنس
ووحدة العرق ووحدة المملكة وقالوا لهنّ بأنّ هؤلاء الشّبّان يجب أن يذهبوا ويقتلوا
من أجل هذه الأوهام فلا ترضى أيّة أمّ بذلك. ولهذا فحينما تعلن المساواة بين
المرأة والرّجل فلا شكّ أنّ الحرب سوف تزول ولا يعود يضحّى بأطفال البشريّة فداء
للأوهام".
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء